كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12)}.
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن عباس في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظن} قال: نهى الله المؤمن أن يظن بالمؤمن سوءًا.
وأخرج مالك وأحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وابن المنذر وابن مردويه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله إخوانًا، ولا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى ينكح أو يترك».
وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أساء بأخيه الظن فقد أساء بربه إن الله يقول: {اجتنبوا كثيرًا من الظن}».
وأخرج ابن مردويه عن طلحة بن عبد الله: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الظن يخطئ ويصيب».
وأخرج ابن ماجة عن ابن عمر قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول: «ما أطيبك وأطيب ريحك، ما أعظمك وأعظم حرمتك، والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك، ماله ودمه وأن يظن به إلا خيرًا».
وأخرج أحمد في الزهد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: لا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوءًا وأنت تجد لها في الخير محملًا.
وأخرج البيهقي في الشعب عن سعيد بن المسيب قال: كتب إليَّ بعض إخواني من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ضع أمر أخيك على أحسنه ما لم يأتك ما يغلبك، ولا تظنن بكلمة خرجت من امرئ مسلم شرًا وأنت تجد لها في الخير محملًا، ومن عرض نفسه للتهم فلا يلومن إلا نفسه ومن كتم سره كانت الخيرة في يده وما كافأت من عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه، وعليك بإخوان الصدق فكن في اكتسابهم فإنهم زينة في الرخاء وعدة عند عظيم البلاء، ولا تهاون بالحق فيهينك الله، ولا تسألن عما لم يكن حتى يكون، ولا تضع حديثك إلا عند من يشتهيه، وعليك بالصدق وإن قتلك الصدق، واعتزل عدوك، واحذر صديقك إلا الأمين، ولا أمين إلا من يخشى الله وشاور في أمرك الذين يخشون ربهم بالغيب.
وأخرج الزبير بن بكار في الموفقيات عن عمر بن الخطاب قال: من تعرض للتهمة فلا يلومن من أساء به الظن، ومن كتم سره كان الخيار إليه ومن أفشاه كان الخيار عليه، وضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك منه ما يغلبك، ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوءًا وأنت تجد لها في الخير محملًا، وكن في اكتساب الاخوان فإنهم جنة عند الرخاء وعدة عند البلاء، وآخِ الإِخوان على قدر التقوى، وشاور في أمرك الذين يخافون الله.
وأخرج ابن سعد وأحمد في الزهد والبخاري في الأدب عن سلمان قال: إني لأعد العراق على خادمي مخافة الظن.
وأخرج البخاري في الأدب عن أبي العالية قال: كنا نؤمر أن نختم على الخادم ونكيل ونعدها كراهية أن يتعودوا خلق سوء، ويظن أحدنا ظن سوء.
وأخرج الطبراني عن حارثة بن النعمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاث لازمات لأمتي: الطيرة والحسد وسوء الظن» فقال رجل ما يذهبهن يا رسول الله ممن هن فيه؟ قال: «إذا حسدت فاستغفر الله، وإذا ظننت فلا تحقق، وإذا تطيرت فامضِ».
وأخرج ابن النجار في تاريخه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أساء بأخيه الظن فقد أساء بربه عز وجل، إن الله تعالى يقول: {اجتنبوا كثيرًا من الظن}».
أما قوله تعالى: {ولا تجسسوا}.
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن عباس في قوله: {ولا تجسسوا} قال: نهى الله المؤمن أن يتبع عورات أخيه المؤمن.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد {ولا تجسسوا} قال: خذوا ما ظهر لكم ودعوا ما ستر الله.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال: هل تدرون ما التجسس؟ هو أن تتبع عيب أخيك فتطلع على سره.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد والخرائطي في مكارم الأخلاق عن زرارة بن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف، عن المسور بن مخرمة، عن عبد الرحمن بن عوف، أنه حرس مع عمر بن الخطاب ليلة المدينة، فبينما هم يمشون شبّ لهم سراج في بيت فانطلقوا يؤمونه فلما دنوا منه إذا باب مجافٍ على قوم لهم فيه أصوات مرتفعة ولغط، فقال عمر وأخذ بيد عبد الرحمن بن عوف: أتدري بيت من هذا؟ قال: هذا بيت ربيعة بن أمية بن خلف وهم الآن شرب، فما ترى؟ قال: أرى أن قد أتينا ما نهى الله عنه، قال الله: {ولا تجسسوا} فقد تجسسنا، فانصرف عنهم وتركهم.
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن الشعبي أن عمر بن الخطاب فقد رجلًا من أصحابه فقال لابن عوف: انطلق بنا إلى منزل فلان فننظر، فأتيا منزله فوجدا بابه مفتوحًا وهو جالس وامرأته تصب له في إناء فتناوله إياه، فقال عمر لابن عوف: هذا الذي شغله عنا، فقال ابن عوف لعمر وما يدريك ما في الإِناء؟ فقال عمر: إنا نخاف أن يكون هذا التجسس، قال: بل هو التجسس، قال: وما التوبة من هذا؟ قال: لا تعلمه بما أطلعت عليه من أمره، ولا يكونن في نفسك إلا خير، ثم انصرفا.
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه قال: أتى عمر بن الخطاب رجل فقال: إن فلانًا لا يصحو، فدخل عليه عمر رضي الله عنه، فقال: إني لأجد ريح شراب يا فلان، أنت بهذا؟ فقال الرجل: يا ابن الخطاب وأنت بهذا، ألم ينهك الله أن تتجسس؟ فعرفها عمر فانطلق وتركه.
وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأبو داود وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان عن زيد بن وهب قال: أتي ابن مسعود رضي الله عنه فقيل: هذا فلان تقطر لحيته خمرًا، فقال عبد الله: إنا قد نهينا عن التجسس، ولكن إن يظهر لنا شيء نأخذ به.
وأخرج أبو داود وابن المنذر وابن مردويه عن أبي برزة الأسلمي قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإِيمان في قلبه لا تتبعوا عورات المسلمين، فإنه من اتبع عورات المسلمين فضحه الله في قعر بيته».
وأخرج الخرائطي في مكارم الأخلاق عن ثور الكندي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يعس بالمدينة من الليل، فسمع صوت رجل في بيت يتغنى، فتسوّر عليه، فوجد عنده امرأة وعنده خمر، فقال: يا عدو الله أظننت أن الله يسترك وأنت على معصيته، فقال: وأنت يا أمير المؤمنين لا تعجل على أن أكون عصيت الله واحدة فقد عصيت الله في ثلاث. قال الله: {ولا تجسسوا} وقد تجسست، وقال: {وأتوا البيوت من أبوابها} [البقرة: 189] وقد تسوّرت عليَّ ودخلت عليَّ بغير إذن، وقال الله: {لا تدخلوا بيوتًا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها} [النور: 27] قال عمر رضي الله عنه: فهل عندك من خير إن عفوت عنك؟ قال: نعم، فعفا عنه وخرج وتركه.
وأخرج ابن مردويه والبيهقي عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أسمع العواتق في الخدر ينادي بأعلى صوته «يا معشر من آمن بلسانه ولم يخلص الإِيمان إلى قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه في جوف بيته».
وأخرج ابن مردويه عن بريدة رضي الله عنه قال: صلينا الظهر خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما انفتل أقبل علينا غضبان متنفرًا ينادي بصوت يسمع العواتق في جوف الخدور «يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإِيمان قلبه لا تذموا المسلمين، ولا تطلبوا عوراتهم، فإنه من يطلب عورة أخيه المسلم هتك الله ستره وأبدى عورته ولو كان في جوف بيته».
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا معشر من آمن بلسانه ولم يخلص الإِيمان إلى قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته حتى يخرقها عليه في بطن بيته».
وأخرج البيهقي عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «من أشاد على مسلم عورته يشينه بها بغير حق شانه الله بها في الخلق يوم القيامة».
وأخرج الحاكم والترمذي عن جبير بن نفير قال: «صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا بالناس صلاة الصبح فلما فرغ أقبل بوجهه على الناس رافعًا صوته حتى كاد يسمع من في الخدور وهو يقول: يا معشر الذين أسلموا بألسنتهم، ولم يدخل الإِيمان في قلوبهم لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عثراتهم، فإنه من يتبع عثرة أخيه المسلم يتبع الله عثرته، ومن يتبع الله عثرته يفضحه وهو في قعر بيته، فقال قائل يا رسول الله: وهل على المسلمين من ستر؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ستور الله على المؤمن أكثر من أن تحصى، إن المؤمن ليعمل الذنوب فتهتك عنه ستوره سترًا سترًا حتى لا يبقى عليه منها شيء، فيقول الله للملائكة استروا على عبدي من الناس فإن الناس يعيرون ولا يغيرون، فتحف به الملائكة بأجنحتها يسترونه من الناس، فإن تاب قبل الله منه ورد عليه ستوره ومع كل ستر تسعة أستار، فإن تتابع في الذنوب قالت الملائكة: ربنا إنه قد غلبنا واعذرنا فيقول الله استروا عبدي من الناس، فإن الناس يعيرون ولا يغيرون فتحف به الملائكة بأجنحتها يسترونه من الناس فإن تاب قبل الله منه ورد عليه ستوره ومع كل ستر تسعة أستار، فإن تتابع في الذنوب قالت الملائكة يا ربنا: إنه قد غلبنا وأعذرنا، فيقول الله استروا عبدي من الناس فإن الناس يعيّرون ولا يغيّرون، فتحف به الملائكة بأجنحتها يسترونه من الناس، فإن تاب قبل الله منه، وإن عاد قالت الملائكة: ربنا إنه قد غلبنا وأعذرنا، فيقول الله للملائكة: تخلو عنه فلو عمل ذنبًا في بيت مظلم في ليلة مظلمة في حجر أبدى الله عنه وعن عورته».
وأخرج الحكيم الترمذي عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: المؤمن في سبعين حجابًا من نور، فإذا عمل خطيئة ثم تناساها حتى يعمل أخرى هتك عنه حجاب من تلك الحجب، فلا يزال كلما عمل خطيئة ثم تناساها حتى يعمل أخرى هتك عنه حجاب من تلك الحجب، فإذا عمل كبيرة من الكبائر هتك عنه تلك الحجب كلها إلا حجاب الحياء، وهو أعظمها حجابًا، فإن تاب تاب الله عليه ورد تلك الحجب كلّها، فإن عمل خطيئة بعد الكبائر ثم تناساها حتى يعمل الأخرى قبل أن يتوب هتك حجاب الحياء فلم تلقه إلا مقيتًا ممقتًا، فإذا كان مقيتًا ممقتًا نزعت منه الأمانة، فإذا نزعت منه الأمانة لم تلقه إلا خائنًا مخونًا، فإذا كان خائنًا مخونًا نزعت منه الرحمة، فإذا نزعت منه الرحمة لم تلقه إلا فظًا غليظًا، فإذا كان فظًا غليظًا نزعت منه ربقة الإِسلام، فإذا نزعت منه ربقة الإِسلام لم تلقه إلا لعينًا ملعنًا شيطانًا رجيمًا.
قوله تعالى: {ولا يغتب بعضكم بعضًا} الآية.
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن عباس في قوله: {ولا يغتب بعضكم بعضًا} الآية قال: حرم الله أن يغتاب المؤمن بشيء كما حرم الميتة.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {ولا يغتب بعضكم بعضًا} الآية قال: زعموا أنها نزلت في سلمان الفارسي أكل ثم رقد فنفخ فذكر رجلان أكله ورقاده فنزلت.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي أن سلمان الفارسي كان مع رجلين في سفر يخدمهما وينال من طعامهما، وأن سلمان نام يومًا فطلبه صاحباه فلم يجداه فضربا الخباء وقالا: ما يريد سلمان شيئًا غير هذا أن يجيء إلى طعام معدود وخباء مضروب، فلما جاء سلمان أرسلاه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلب لهما إدامًا، فانطلق، فأتاه فقال: يا رسول الله بعثني أصحابي لتؤدمهم إن كان عندك، قال: ما يصنع أصحابك بالأدم قد ائتدموا؟ فرجع سلمان فخبرهما فانطلقا فأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا: والذي بعثك بالحق ما أصبنا طعامًا منذ نزلنا. قال: إنكما قد ائتدمتما سلمان بقولكما فنزلت {أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتًا}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل في قوله: {ولا يغتب بعضكم بعضًا} الآية قال: نزلت هذه الآية في رجل كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم، أرسل بعض الصحابة إليه يطلب منه إدامًا فمنع، فقالوا له: إنه لبخيل وخيم، فنزلت في ذلك.
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله: {ولا يغتب بعضكم بعضًا} قال: أن يقول للرجل من خلفه هو كذا يسيء الثناء عليه.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة {ولا يغتب بعضكم بعضًا} قال: ذكر لنا أن الغيبة أن تذكر أخاك بما يشينه وتعيبه بما فيه، فإن أنت كذبت عليه فذاك البهتان يقول كما أنت كاره لو وجدت جيفة مدودة أن تأكل منها فكذلك فأكره لحمها وهو حي.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي وصححه وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن أبي هريرة قال:
قيل يا رسول الله: ما الغيبة؟ قال: «ذكرك أخاك بما يكره» قال يا رسول الله: أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: «إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته».
وأخرج عبد بن حميد والخرائطي في مساوي الأخلاق عن المطلب بن حنطب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الغيبة أن تذكر المرء بما فيه فقال إنما كنا نرى أن نذكره بما ليس فيه ذاك البهتان».
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة «أن امرأة دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم خرجت، فقالت عائشة يا رسول الله: ما أجملها وأحسنها لولا أن بها قصرًا، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: اغتبتيها يا عائشة، فقالت يا رسول الله: إنما قلت شيئًا هو بها. فقال يا عائشة إذا قلت شيئًا بها فهي غيبة، وإذا قلت ما ليس بها فقد بهتها».
وأخرج عبد بن حميد عن عون بن عبد الله قال: إذا قلت للرجل بما فيه فقد اغتبته، وإذا قلت ما ليس فيه فقد بهته.
وأخرج عبد بن حميد عن معاوية بن قرة قال: لو مر بك أقطع فقلت هذا الأقطع كانت غيبة.
وأخرج عبد بن حميد عن محمد بن سيرين أنه ذكر عنده رجل فقال: ذاك الأسود، قال: أستغفر الله أراني قد اغتبته.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد {أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتًا} قالوا: نكره ذلك. قال: فاتقوا الله.
وأخرج ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة والخرائطي في مساوي الأخلاق وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان عن عائشة قالت: «لا يغتب بعضكم بعضًا فإني كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فمرت امرأة طويلة الذيل، فقلت يا رسول الله: إنها الطويلة الذيل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الفظي فلفظت بضعة لحم».
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه لحق قومًا فقال لهم: تخللوا، فقال القوم والله يا نبي الله ما طعمنا اليوم طعامًا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «والله إني لأرى لحم فلان بين ثناياكم، وكانوا قد اغتابوه».